اخلق فرصة للسعادة
كما نعلم جميعاً بأن العقل هو أداتنا التي نستخدمها في تحليل البيانات التي نستقبلها من خلال أدوات الحواس وأهمها ما يرى بالعين ثم تحويلها لصور ذهنية يتم حفظها واستخدامها في أحكامنا وانفعالاتنا وتعاملاتنا، ولكن ما لا نعلمه معظمنا بأن الخيال يعتبر أداة مهمة أيضاً في استقبال وبناء وترسيخ الصور الذهنية.
مجموعة من علماء النفس الأكلينيكي والتجريبي قاموا بالعديد من التجارب على مجموعات من الأشخاص أثبتت في كل مره أن من يتخيل بأنه يؤدي مهمة معينة يصبح متقن لها في النهاية حاله حال من تدرب عليها فعلاً، وهذا الأمر يدعمه قول اينشتاين في أن القدرة على التخيل أهم بكثير من المعرفة نفسها.
الإعتقاد الخاطىء لدينا يكمن في أننا نعتقد بأن الشعور بالسعادة نتيجة لاحقة للعمل والمثابرة والاجتهاد والإنجاز، ولكن في حقيقة الأمر أن من يشعر بالسعاده أولاً ويغذي صوره الذهنية بأفكار وتخيلات وصور ايجابية هو من سيحقق النجاحات، فلا أمل ولا نصيب ولا فرصة لمن يبحث عن واقع جديد من المستمرين ببناء صور ذهنية سلبية ناتجة عن شعور سلبي مستمر ووقت مستنزف في دائرة السلب.
السبب فيما ذكرنا عائد لأثر السعادة والخيال في زيادة إفراز هرمونات الحيوية والنشاط (السيروتونين) وهذا ما اثبتته دراسة علمية أجريت على ما يقارب ربع مليون شخص حول العالم توصلت إلى أن السعادة والإيجابية هي من تحقق الإنجاز، فبهرمونات السعادة تكون قوي بدنياً وبالخيال قوي ذهنياً فتصبح عندها ذات قدرة أكبر على إقتناص الفرص وتحويلها لواقع جديد.
هذا الواقع الجديد الذي يراه العقل كأنه حقيقة ويؤمن به القلب وبإستحقاقك له سيؤثر ليس في مستقبلك فقط بل بمستقبل من حولك أيضاً، وقد نوضح ذلك في مقالة قادمة.
بالنهاية إنتبه لأفكارك لأنها ستصبح واقع جديد.