top of page

أنت إختيارك

يعتقد البعض بأن مستقبلنا مكتوب ومحفوظ فلا فائدة ولا جدوى من السعي والعمل على التغيير ورسم المصير، غير مدركين لقول الله تعالى "ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"، فقد روى الطبري عن جمع من الصحابة والتابعين أنهم كانوا يدعون الله سبحانه بتغيير المصير وإخراجهم من الشقاء - إن كتب عليهم - إلى السعادة.

هذا الفهم للقدر يلهب الهمة ويحرك ساكن العزم لإستصناع الوسائل والأدوات الكونية والشرعية التي تساعدك في صناعة وتغيير مستقبلك، ويثبت أن لك دوراً كبيراً في تحديد مصيرك ومستقبلك.

الموضوع لا يقف هنا بتغير نظرتنا لمفهوم القدر فقط، فمشكلتنا تكمن في إيجاد واكتشاف الأدوات والوسائل والخيارات، والتي لن نجدها إلا بالبحث والقراءة، فمن غير طلب العلم والبحث لن تبدع ولن تنجز ولن تحقق، فسعة البدائل والإمكانيات مؤشر ودلالة على سعة العلم والمعرفة وسعة التصرف. البدائل والخيارات المتاحة لنا كبشر أعظم وأكثر عدداً من ما هو متاح لأي مخلوق آخر، كل ما علينا فعله هو اكتشافها وإدراكها وتوسيعها، لذلك أرى بأنه لا مستقبل ولا إنجاز ولا شرف لنا ولا همه من غير علم ومن غير كتاب.

الدراسات والإحصائيات الأخيرة أثبت بأننا نحن أمة اقرأ أقل من يقرأ الآن، فالأمريكي يقرأ 15 كتاباً سنوياً والأوروبي 14 كتاباً، أما العربي فيقرأ ما معدله نصف صحيفة فقط، ونجده ناعساً راقداً يصرخ ويستغيث بغيره ويلقي باللوم على الآخرين ويسقط، نادباً حظه الذي هو من أختاره ويقول ماذا علي أن أفعل؟!

قبل أن تفعل عليك أن تدرك بأنك مجموعة اختياراتك.



مقــالات مختــارة
آخـر المقــالات

Search By Tags

No tags yet.
Follow Us
  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Instagram Social Icon
bottom of page