جوهر الحب

يخلط معظمنا بين مفهوم الحب والمشاعر بل يعتقد الأغلب أن المشاعر هي ذاتها الحب وهذا المفهوم الخاطئ يفقدنا إمكانية عيش حالة حب حقيقي لعدم معرفتنا جوهر الحب فنجده قد يأتي فجأة أو يذهب فجأة وما يثبت هذا القول المنتشر "حبيت من أول نظره، أو الحب من أول نظرة". في الحقيقة الحب في جوهره وفلسفته وحقيقته ليس مجرد مشاعر نشعرها، فالحب ما هو إلا سلوكاً ننتهجه مع من نحب، وبما أنه سلوكاً إذا فلا بد له أن يكون مسبوقاً بإرادة وبالتالي فالإرادة تعني الاختيار، وهذا ما يؤكد بأن الحب لم ولن يكون في جوهره شعوراً، فالشعور بغير إرادة ووليد لحظة ونتيجة موقف أو حدث أو فكرة ... الخ، وينتهي بانتهاء المثير. الحب سلوك مسبوق بخيار إرادي ولا بد لك أن تتصرف بطريقة تعزز فيها خيارك أنت وليس خيار من تحب، فكل من لا يؤكد على استقلالك ولا يحترم رأيك وحريتك واختلافك فهو في الحقيقة لا يريد الخير لك، بل ما هو إلا باحث عن ذاته من خلال ممارسة سلطته عليك، وبمقدار ما يمارس سلطته عليك يجد نفسه، لذا احذر أن تتحول إلى صنم أو دميه بحجة الحب، ولكن في المقابل عليك التفريق وعدم الخلط بين من يسعى للتسلط وبين من يقدم النصيحة، فالمتسلط قد يكون محباً ولكن بشروط، أما الناصح فهو محب حباً غير مشروط ويسعى لأن تكون صورة من يحب مثلى لديه.

في النهاية إن بدأت تشعر بأن الحب متجه نحو الفتور، بكل بساطة تصرف وفق فلسفة الحب الحقيقية وأحب وفق اختيار وإرادة متجددة.