top of page

افتح مجالك

وردني سؤال من أحد المتابعين يقول لماذا بعد كل نجاح لا أشعر بالامتنان ولا أشعر برضى حقيقي؟ في الحقيقة هذا ما يشعر به الأغلبية، بل أيضاً عندما تستذكر نجاحاتك لا تشعر بالفرحة والسعادة والفخر، لماذا يا ترى؟! بداية وقبل إنجاز أي هدف أو تحقيق أي تغير يتوجب اختيار فلسفة حياة صحيحة وعملية والتي يجب أن تكون قائمة في نظري على معرفة الهدف الحقيقي والسامي في الحياة وهو الوصول إلى حالة انصهار كامل مع الكون للوصول إلى الله، وهذه الفلسفة ستجعل منك شخصية غير افتعالية راسخة لها جذورها وتعرف طريقها، وهذا لا يتعارض مع أن تعيش دنياك وتستمتع بها، لكن يجب أن تفرق بين أهداف تفيد بها الآخرين وتفيد بها البشرية كالعلم والفكر والحضارة ...الخ، وبين هدف حقيقي أعلى سامي تفيد به نفسك. للأسف المعظم يبحث عن لذة اللحظة الحاضرة ويتجاهل أو يغفل عن هدفه السامي الذي وجد من أجله في هذه الحياة، فيملأ مجاله بالأنا الخيالية ويركز عليها ولا يعلم بأن القدر سيبعد عنه بمقدار ما يشعر به من اكتفاء وستكون النتيجة هباء هواء حتى لو جمعت المليارات وحققت المكاسب وشغلت المناصب ونشرت العديد من الأبحاث والكتب والمؤلفات وقيل عنك عالماً وفيلسوفاً، ستجد نفسك بالنهاية لا شيء وليس هذا ما تريد. إذا ماذا أفعل لأشعر بالامتنان والسعادة والرضى عند تحقيق ما أريد؟! يقول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، إذا ثمة شيء هو خير بلا قيود أو شروط فهو الإرادة، وبذلك أقول لك اجعل مجالك زاخر وممتلئ بالإلهي واعمل واسعى لأهدافك بإرادة توجهها الحكمة والرؤية الواضحة، مقاوماً ملذات الهوى ومستفيداً من تجارب الآخرين لتتمكن من توحيد أهدافك جميعها تحت هدفك السامي فيلتقطها ثعبان المراد. لذا كن قريباً من القدر وافتح مجالك للإلهي.



مقــالات مختــارة
آخـر المقــالات

Search By Tags

No tags yet.
Follow Us
  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Instagram Social Icon
bottom of page