top of page

أختر نفسك

تبعاً لموضوع أنماط الشخصية والذي سبق وتناولته في أكثر من 10 حلقات إذاعية عبر راديو ألوان (تجدها في قناتي على اليوتيوب)، ووفقا لما ذكرناه في حلقات المقدمة في أن العامل الوراثي يلعب دوراً كبيراً في رسم وتحديد معالم الشخصية معتمدين في هذا الرأي على بحثنا المستند على آراء ونظريات لعلماء كبار أمثال أبيقراط وكارل يونج وهانز آيزنك، وحرصاً منا على إيضاح الفكرة وعدم تركها ملاذاً وحجة للمتقاعسين والمسقطين والسلبيين وجب أن نوضح في أن هذا العامل الوراثي ليس جبرياً، بل أن أي كائن، خاصة كلما ارتقى، هو ليس مجرد تعبير محض عن جيناته، فالكائن هو حصيلة جينات وتفاعل هذه الجينات مع البيئة، فجيناتنا مبرمجة بطريقة تسمح لها أن تتفاعل مع كل بيئة على نحو ما وعلى نحو مختلف.


لو كان هذا البرنامج الوراثي جبري الصفة لكنا جميعا كـ قابيل وورثنا فقط الخبث والشر، ولكن في الحقيقة ورثنا الخير والشر ومن الخير حضر الأنبياء والرسل، وورثنا الصواب والخطأ والسلب والإيجاب ...إلخ، لذلك أنت من تختار إلى ماذا تنتمي وإلى ماذا تكون، فالله عز وجل خلق كل شيء بقدر، وعندما يعطي الكريم بقدره فهو يعطي أكثر من حاجتنا وأوسع بكثير، لذلك فبرنامجنا الجيني المبني على السعة والكرم يوفر لنا أكثر من خيار وأكثر من سبيل، وبما أن لديك القدرة في التغلب على جيناتك فحتماً لديك القدرة في التغلب على الظروف الخارجية.


لذلك تحدى برنامجك الوراثي وبرنامجك التربوي وتخلص من الثقة الزائدة فلا تكن بسلطة فائقة ولا تكن أيضاً من فاقديها، بل ثق بذاتك وقدرها بشكل واقعي وفق إدراكك لها، وأعد برمجة نفسك روحياً ومعنوياً بعيداً عن جبرية الجينات وجبرية الظروف الخارجية.


كن أنت...كن ما تريد!!



مقــالات مختــارة
آخـر المقــالات

Search By Tags

No tags yet.
Follow Us
  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Instagram Social Icon
bottom of page