أنا عبد للسلام
يصنف الإنسان على أنه كائن جيني يحمل مورثات فكرية وجسدية، تعمل على التعبير عن نفسها من خلال إعطاء الأوامر باستمرار، بل وتزيد في سعيها لإثبات نفسها في التحول من التعبير إلى التنميط الفكري، فتجد لكل منا أنماط معينة في التفكير وأنماط معينة في السلوك وفي الكلام، مشكلةً بذلك مسارات عصبية في الدماغ تقاوم تقبل فكرة التغيير وترفضها، يدعي البعض إمكانية تغييرها، ولكن في الحقيقة لا يمكن لهذا أن يحدث إلا من خلال خلق مسارات عصبية جديدة جانبية موازية لها، تصل بك في النهاية لامتلاكك أنماط جديدة في التفكير والسلوك والعمل والمشاعر والعواطف، وهذا ما أصطلح على تسميته بالمرونة العصبية.
في الآونة الأخيرة أثبتت المسوحات العصبية ومجموعة من التجارب في هذا المجال التي قام بدراستها وتنفيذها علماء الأعصاب أنه يمكن للإنسان أن يقوم بتشكيل شخصيته من جديد بل ووصل الحد إلى قول إمكانية إعادة بناء الماضي من خلال استخدام وتكرار كلمات إيجابية وجدوا لها أثر غير عادي في طرد الأفكار السلبية ومشاعر القلق والإجهاد والتشتت والخوف والحزن، وأرى في ذلك تحرراً من قول سيغموند فرويد في أن السنوات الخمس الأولى من حياة الفرد هي أهم مرحلة في حياته، لان خبراتها تؤثر في مستقبل الفرد والمجتمع.
يتحدث عالم الأعصاب المشهور د. أندرو نيوبيرغ والبروفيسور مارك روبرت في كتابهما الكلمات تستطيع تغيير دماغك (Words Can Change your Brain) عن أثر الكلمات الإيجابية وأهمها كلمة السلام (Peace) على الدماغ، حيث أثبت أن لها أثراً واضحاً في إثخان القشرة العصبية الدماغية وتقليص حجم اللوزة الدماغية المسؤولة عن المشاعر الغير مسيطر عليها كالفوبيا، بإعتبار أن الدماغ أكبر عضو في الجسد يستجيب للتغيرات وإعادة التشكيل، لتنتقل بذلك بعيداً عن القلق والخوف ونهش الغيرة المرضية.
لهذا أن كنت تعاني من أي مشاعر سلبية، أو إن كنت تحرص على إبقائها بعيداً عنك، كرر كلمة السلام وأذكر اسم من تحب بإستمرار وواظب على ذكر أسماء السلام الأعظم لتخلق لنفسك أنماطاً فكرية إيجابية جديدة.