top of page

تغيير الماضي

كل تجربة نمر بها وكل الذكريات الكئيبة والحزينة المؤلمة التي ترتبط بها، ستترك أثرها فينا وستجعل من أنفسنا ومشاعرنا قابضة قاتمة، وهذا الحال يقع مع جميع البشر بلا استثناء بسبب اللوزة الدماغية وعملها في المشاركة على إدراك وتقييم العواطف والمدارك الحسية والاستجابات السلوكية، ولو ترك الإنسان لتأثير القصور النفسي والعاطفي سيرتد مباشرة ويميل لحالة القلق والتشوش والكآبة، وليس للطمأنينة والسلام، وذلك لأن الدماغ بطبيعته وتركيبته يتعامل مع المشاعر والأفكار السلبية بسلاسة وسهولة أكثر من قدرته على التعامل مع القوى الإيجابية. هل لهذا علاقة في إننا نعيش في عالم لا تنتمي له أرواحنا!!


يقول العلماء النفس والأعصاب المختصون بأنه يمكن للإنسان أن يعمل على تغيير ماضيه، من خلال تغيير الذكريات، وهذا يتطلب منا النظر للماضي بمنطق المؤمن ومنطق العاقل ومنطق الإنسان الذي يريد أن يتقدم ويزدهر ايجابيا، فيجلس مع نفسه قليلاً ويأخذ نفساً عميقاً ويسترجع هذا الحدث ويسأل نفسه، ما هي التبعيات الجيدة والإيجابية والحسنة لما حدث ويقوم بتدوينها والتركيز عليها، ومحاولة تلمحها وتعزيزها، ومرة بعد مرة ستتشكل تيارات عصبية جديدة في الدماغ تعمل على استرجاع هذا الحدث أو الذكرى بنظرة جميلة ومشرقة بعد أن كانت تعيسة ومظلمة، وبالتالي نستطيع القول بأنه تمكن من تغيير ماضيه، الذي لم يعد في الحقيقة سوى ذكرى يتحكم بها.


ما نعترف به أن التركيز على الزاوية والنظرة الايجابية على الأحداث ليس بالشيء السهل بل يتطلب منا جهداً مضاعفاً 5 مرات على الأقل وهذا ما أكدته عالمة النفس الشهيرة باربارا فريدريكسون حيث تقول: "بأن كل شعور أو عاطفة أو فكرة سلبية لكي نعمل على موازنتها تحتاج إلى خمسة أضعاف حجمها إيجابية".


أختم مقالتي هذه هنا وأتساءل..... هل الصلوات الخمس حلاً جيداً؟!!



مقــالات مختــارة
آخـر المقــالات

Search By Tags

No tags yet.
Follow Us
  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Instagram Social Icon
bottom of page