الجبر القدري
نعيش منذ فترة طويلة في عالم من الفوضى والشواش والتأخر ينسب فيه الفشل وعدم التقدم للظروف الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، غير مدركين أو واعين للسنن والقوانين الكونية، نعيش بطريقه عبثية يغلفها فهم خاطىء للقدر تدفعنا لعدم فهم ورؤية الأشياء والأحداث، ناسبين كل ما يحدث معنا للغيب، فيتساوى عندها المصلح والمفسد والجميل والقبيح.
تكمن المعضله الأكثر غموضاً وإلتباساً وإشكالاً في نظرتنا للذات ومسؤوليتنا تجاه الأحداث، فمعظمنا يرى نفسه ملعباً للقدر وريشة في مهب الريح ومنتوجاً للأقدار وبالتالي ليس مطلوباً منه عمل حقيقي ولا إنجاز وبالتالي لا يرى نفسه في العمق مسؤولاً. لذلك وللخروج من هذه العتمه عليك أن لا تنسى أنك كائناً مكرماً مستخلفاً في الأرض حراً فاعلاً منتجاً ومسؤولاً.
يقول الله تعالى: "كل نفس بما كسبت رهينه"، عدم إدراك وفهم هذا المعنى العميق سيقودك للإستمرار بتسليم نفسك للقدر والعيش بشخصية مشطورة، تعيش كمكره تجاه أخطاءك وعدم نجاحك، وبكل جرأة وبقيم مضروبه وبعدميه أخلاقيه نقول لعله خيراً، فالخير أصبح أخو الشر في مقاييسنا ومفاهيمنا، وأبشرك بأنك لن تنجح ما دمت كذلك فالرازي وبن حيان وغيرهم لم يخضعوا لهذه المنظورات، بل كان إيمانهم بذواتهم إيماناً كبيراً ولهذا أبدعوا.
لا تركز على المباديء والقيم بمقدار تركيزك على بناء فلسفة صحيحة ورصينه للحياة، فالقيم مهما كانت حسنه وجميله لا تصلح وليست كافيه ما لم تبنى على منظور واضح وفهم حقيقي لفلسفة الحياة، فقد تجد شخصاً صادقاً وشخصاً آخر أكثر صدقاً لكن كل منهما صادق وفق فلسفته في الحياة، فالفلسفة مختلفة والقيم مشتركة.
فلسفتك في الحياة لا تستمدها ولا تبحث عنها في الخارج فلن تجدها لا عند أرسطو ولا سقراط، بل إبحث عنها في عقيدتك في ذاتك، فعقيدتك هي تصورك للوجود وهي فلسفتك للحياة ومنظورك للعيش.