top of page
Search

عانقوا أبنائكم

  • زيـد البـاجــي
  • Feb 22, 2016
  • 2 min read

يتساءل البعض لماذا يقابل شعورنا بالحب تجاه أبنائنا والخوف عليهم بشعور الكراهية والرفض من طرفهم؟! والإجابة ببساطة أن حب معظم الآباء والأمهات لأولادهم حب مشروط، فإذا أحسنوا في الدراسة مثلاً والالتزام بالتعليمات وتنفيذ الأوامر أخذوا أحسن الجوائز وحصلوا على العناق والقبل والإطراء، وإذا لم فعندها يعنفوا ويعاقبوا ويحرموا، وهذا ما يدفع بالأبناء للشعور بعدم الآمان، لا يعرفون هل هم محبوبين أم مكروهين، يشعرون بأنهم ليسوا محبوبين لذواتهم المحبوب هو السلوك المعين الذي فيهم، وهذا حتماً سيساهم في تدمير شخصياتهم وتقويضها.

نحن لم ولا نخشى على أنفسنا من أن تحطمنا أخطاءنا بل نتفنن في تبريرها، ولكن عندما يتعلق الخطأ بالأبناء نشعر بأنهم قد تحطموا كلياً وحكمنا عليهم بالفشل، وفي الحقيقة نحن كآباء من فشلنا بإقناع أنفسنا في أننا نجحنا في تخريج أبناء مستقلين عندهم نقاط ارتكاز ذاتية منطلقين من قناعاتهم الشخصية، وما زلنا مستمرين بهذه التربية الفاشلة التي تحتم علينا الخوف عليهم من الصورة والصاحب والشارع ومن كل شيء اعتقاداً منا بأن هذه هي التربية الصحيحة، والنتيجة بأننا لم نفلح ولم ننجح، كبروا وهم يشعروا بفراغهم ويشعرون بالنقمة علينا.

للأسف معظم الآباء والأمهات أنانيون يمارسون أبشع درجات الأنانية يزعمون بحبهم لأولادهم وبالعمل على مصلحتهم ومحاولة فهمهم، تدفعهم أنانيتهم للتركيز على الفوز باستحسان الناس والتباهي بالمستوى التعليمي والفكري والسلوكي والديني على حساب أبناءهم، يجعلون منهم وسيله لإشباع أنانيتهم ووضعهم بموضع الفخر أمام الآخرين، والنتيجة حتماً أبناء بشخصيات غير مكتملة وليس لها وجهتها وتجاربها الخاصة.

لكل الآباء عليكم أن تدركوا بان الإنسان منبع سلوكيات والسلوكيات تختلف من شخص لآخر ومن وقت لآخر، فهذا الابن المخطئ قادر في لحظة أخرى يسلك سلوك صحيح تماماً، ولذلك لا يمكن أن يتم تصنيف الأبناء والحكم عليهم بسلوك معين فهم أكبر من سلوكهم، والكل قادر على أن ينتج الصحيح وينتج الخطأ، كل ما عليكم فعله هو معاونتهم لتعزيز سلوكهم الحسن، ولكن من يستوعب هذا والمعظم في أساس علاقاته من الآخرين سواء الزوج أو الزوجة أو حتى الصديق والجار يبنيها على السلوك، وإذا كنت كذلك فأستطيع القول عندها بأنك ناقص وبأنك غير قادر على منح حب غير مشروط لأنك لم تحصل عليه وفاقد الشيء لا يعطيه.

هذه السلوكيات تجاه أبنائنا كفيلة بإنتاج جيل مستقيم يتميز بالسطحية النفسية والاجتماعية والفكرية فاقدين لخبرة الحياة. حاول أن تمنح أبنك وأبنتك حب غير مشروط، ومن يحسن عانقه وقل له بأنك تحبه، ومن يسيء عانقه أيضاً وأخبره بأنك تنتظر منه الأفضل وبأنه يستطيع، عندها أضمن لك أن هذا الحب وهذه الثقة ستدفع بهم لإنجاز الحسن في المرات القادمة.

لذا عانقوهم وقبلوهم.



 
 
 

Commentaires


مقــالات مختــارة
آخـر المقــالات

Search By Tags

Follow Us
  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Instagram Social Icon

All Right Reserved © 2015-2023 - Zaid Albajy

  • telegram.jpg
  • Facebook Social Icon
  • Twitter Classic
  • Instagram Social Icon
  • YouTube (1).png
  • SoundCloud Social Icon
bottom of page