الإسقاط النجمي
الخروج من الجسد هو ظاهره طبيعية تحصل لكل البشر، ونحن كمسلمين نعلم علم اليقين بانفصال الروح عن الجسد أثناء النوم، ثم تعود هذه النفس للجسد المادي حين نستيقظ، قال صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف).
تعرف ظاهرة الإسقاط النجمي بأنها خروج الروح بصحبة الوعي من الجسد المادي، بحيث يرافق عقلك جسدك الغير مرئي، وهو مالا يحدث عند خروج الروح من الجسد أثناء النوم، وتصبح حينها خارج إطار الزمان والمكان، إستناداً على إثبات ابن سينا في أن كل ما في الوجود باستثناء الخالق محاط بمكان وزمان يمخر به، وبما أننا لا نشعر بالمكان فنحن لا ندرك هذا الهواء الذي يحيط بنا ويشكل ضغطاً مقداره 15-20 رطل لكل بوصه مربعه في أجسادنا، فلا بد لنا أيضاً أن لا ندرك الزمن ولا نتأثر به، واستناداً على ذلك قال أن الروح (الجسد الأثيري) لا تتأثر بقوانين الزمكان فهي لا تتقدم بالسن ولا تهرم.
بهذا الجسد الأثيري يمكنك الاستماع والرؤية والتذوق واللمس وتمييز الروائح في ابعاد اخرى، بالإضافة إلى أنك ستصل لمرحلة كبيرة جداً من الوعي والإدراك لكل ما يدور من حولك، وستتمتع بدرجة عاليه من الحكمة وستذهب لأبعد بكثير من كهف أفكارك المعتاد، لقول شهيد الإشراق شهاب الدين السهروردي: "نحن لا نعد حكيماً من لا يستطيع أن يتجرد من بدنه حياً".
بعض العلماء يعتبر أن عملية الإسقاط النجمي فيها نوع من الملامسة لجدار الموت، فلو بحثت لوجدت الكثير من القصص لأشخاص كانوا في حالات مرضية شديدة، أو خاضوا حوادث خطيرة، تمكنوا من مشاهدة أجسادهم المادية ووصلوا لحافة الموت، ثم عادوا للحياة وسردوا ما دار معهم من أحداث غريبة، وأجمعوا بأنهم تمكنوا من إدراك وفهم كل خبايا ما دار معهم في حياتهم، ووصلوا لدرجة عاليه من الحكمة، وهذا الرأي يمكن إثباته دينياً بقول الله تعالى: "لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" صدق الله العظيم.
عند بحثي في موضع النية والتخاطر عن بعد (التيليبتي) أجد بأنه يمكن تصنيفه كنوع من أنواع الإسقاط النجمي لكن بحاسة واحدة فقط، وهي تحدث معنا جميعاً، فأنت كثيراً ما تتذكر شخص معين وتجد فجأة إما أنه يقرع جرس الهاتف أو يدق الباب، أو أنك قد تفكر بموضوع ما وتنوي الحديث به وإذا بمن يقابلك يسبقك في ذلك، فالمعظم تقريباً خاضوا هذه التجربة، ولكن كانت الطريقة والدقة تختلف من شخص لآخر، لحدوثها دون وعي منا، فما بالك بما يمكننك أن تفعله لو أدركتها بالفعل واستخدمتها بوعي.
يقول الأمام الأشعري "أن الله تبارك وتعالى قادر على أن يسمع اطروش قرطبة طنين بعوضة مراكش"، وذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي أحد خطبه قطع الخطبة وقال: "يا سارية الجبل الجبل"، محاولاً تحذير سارية الذي كان يخوض معركة مع الفرس وقتها من مجموعة مقاتلين فرس كانوا يلتفون حول الجبل للقبض كالكماشة على جيش المسلمين، وقد سمع ساريه صوت عمر وتنبه لهم.
كثيرا من هذه الروايات والأحداث تثبت وجود ما يسمى بظاهرة التيليبتي وتثبت تنوع طرقها، فمنها ما قد يكون على شكل صورة معينه تشاهدها، أو قد يأتيك كحدس وشعور ويعرف بالحاسة السادسة، وأحيانا يكون على هيئة صوت تسمعه ويسمى عندها بالتسابع.
ظاهرة التيليبتي ظاهرة ليست بمادية فهي لا تخضع لقانون التربيع العكسي لنيوتن، وقد تم إثبات أنها تتم بشكل أدق وأوضح وأكثر تأثيراً كلما بعدت المسافة بين المتخاطرين، وهذه الظواهر الباراسيكولوجية بدأوا في توثيقها الآن لاعترافهم بها دون إيجاد أي تفسير واضح لها.
عملية الإسقاط النجمي لها مجموعة من التمارين والطرق يمكنك البحث عنها، تبدأ بالتدرب على كيفية التحكم بالأحلام كخطوة أولى، ثم العمل على شحن الجسد بأكبر قدر ممكن من الطاقة عن طريق التنفس الإيقاعي لتتمكن عندها من أن تعمل على إخراج الروح من الجسد دون أن تتجاوز جدار الموت، مستخدماً جسدك الأثيري بكل وعي وإدراك لكل ما يدور من حولك.