السر يكمن في الأمل
درج خبراء الاجتماع والإدارة والتربية وعلم النفس على ربط النجاح وتحقيق الأهداف بالمواهب الطبيعية والملكات الفطرية للإنسان سعياً منهم لكشف العناصر لخلطة النجاح السرية، ثم تبين أن النجاح لا يُعزى للموهبة والذكاء فقط، بل إلى عدة معطيات كالبيئة، والتنشئة الاجتماعية، ودور الموجهين، وعدد ساعات التدريب، وأضيف عليها الأمل.
عندما يوصف أحدهم بالناجح فهذا يعني بأنه قد نجح في تحقيق ما يريد وحصد التغيير، كيف هذا؟ بالأمل والعمل. كثير منا لا يستطيع ان يبيت الليل، مشوشاً لا يستطيع حتى أن يعمل ويخطط جيداً لمستقبله، فالحسد يتآكله كالنار، ويقضي وقته بالتساؤل لماذا هم عندهم وليس عندي؟ لماذا هم ينجحون ويحققون ما يريدون وأنا لا؟ وهو يعلم بأن الله قاسم الارزاق ولكن لا يؤمن بذلك، لو كنا نحسن فهم العطاء لعاد المنع بعين العطاء، لذا استمر بالطلب والعمل ولا تفقد الأمل، فالأمل يبقى مع الإيمان، وحقيقة الأمل ستكون بمقدار حقيقة الإيمان، ولأن الإيمان يساوي يقيناً مطلقاً بأنك قادر على تغيير أي شيء بمشيئة الله، ما عليك سوى أن تؤمن بأنك تستحق، مدعماً هذا الإيمان بالعمل والأمل. لذلك نرى كثيراً من الناس تشفى بلمسة يد يملأها الأمل وتخلو من اليأس، وكثيراً من كان يعيش فقيراً ضعيفاً ثم نقله الأمل والعمل لقائمة الأثرياء.
أعرف أن هذا منطق صعب ولن تستوعبه وتدركه إلا في حالة تجربتك له، فالعلميون والحسيون والماديون والمتشكوون والقلقون كل هؤلاء يرون الله في مرآة الحس والتجربة غير ناجزة وغير مكتملة، أما المؤمن بذاته وبخالقه فيمده إيمانه هذا برؤية متفردة لا عوض عنها، يرى كل شيء في مرآة الله وحينها يرى كل شيء في مكانه.
آمن بأنك تستحق وبأنك قادر بقدرة القادر وابدأ العمل بأمل، طالباً وساعياً في خطه المستقيم بقلب طاهر، عندها سيفتح الله لك خزائن كن، وستحصل على ما تريد.