أنت تحقق ما تريد
استوقفني فيديو لأحد الدعاة يتطرق فيه لموضوع الدعاء والطلب من الله عز وجل خالف فيه كل قناعاتي وقناعات الكثيرين في إمكانية جذب ما تريد وتحديد مصيرك وخط سيرك في هذه الحياة، مستعيناً بآراء بعض العلماء الذين تعلم وترعرع على أيديهم بقوله: إذا طلبت شيئاً من الله وأعطاك إياه فأنت تحمد الله مره، وإذا طلبت شيئاً من الله ولم يعطيك إياه فأحمد الله 100 مره، لأنك في الأولى حمدته عندما أعطاك اختيارك وعندما لم يعطيك في الثانية فقد أعطاك اختياره.
هذا الرأي فيه غفلة لوعد الله لنا في كتابه الكريم "وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" صدق الله العظيم.
نلاحظ هنا أن الله وعدنا وبشكل قطعي بالاستجابة لأي طلب نطلبه فلم يقل "فاستجب لكم" أو "لأستجب لكم" أو "قد استجب لكم"، بل تؤكد الآية الكريمة فورية الاستجابة وفي نفس لحظة الدعاء والطلب.
يتساءل هنا البعض وكيف ذلك وأنا أدعو كثيراً ودون إجابة أو تحقق؟! وعليه أجيبك بأن الطلب ينقسم لشقين أساسيين هما الطلب والتحقق، الأول يتطلب منك الدعاء والطلب أو وضع الهدف، والثاني يتطلب السماح لنفسك بتحقق هذا لك واستقباله، فعندما تحدد وترسم هدف معين يكون ذلك بمثابة طلب وحسب قاعدتنا المستندة على الآية السابقة فقد تحقق الهدف وتم إطلاقه في هذا الكون بمجرد تحديد نيتك ورغبتك وتأكيداً لذلك يقول رسولنا الكريم "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، الخطوة الثانية عليك الآن العمل على استقباله ليتحقق أمامك ولك، وذلك بتكوين شعورك الداخلي بالاستحقاق والبدء بالعمل فوراً، فنحن مدعوون للسعي والتوكل وليس الجلوس والتواكل وانتظار التحقق.
قانون الجذب الكوني الذي يعمل في صلب هذا الموضوع والذي ينص على أن الإنسان يجتذب إليه الأحداث سواء كانت هذه الأحداث ايجابية أو سلبية فهي تنجذب إليك وفق ما تشعر وتؤمن به، ولتحقيق ما نريد وفق هذا القانون نجد مجموعة من الطرق لجذب الخير وتحقيقه إحداها تمرين التوكيد، والذي يعمل من خلال اختيار هدف معين وربطه بجمله توكيديه نعمل على كتابتها 21 مره على مدار 14 يوماً مما سيساهم في تحققها، أنا شخصياً أطبقه على مدار 21 يوماً من باب قاعدة أن أي سلوك بشري لنجعل منه عادة يحتاج التدرب عليه لمدة تزيد عن 21 يوماً. هذا التوكيد والتوثيق يخلق لديك شعور بالاستحقاق يدفعك لأن تجعل من جميع أعمالك وأنشطتك التي تقوم بها تصب في تحقيق هذا الطلب، فمثلاً لو كان طلبك أن تحصل على شهادة الدكتوراه، فعليك أن تشعر بأن وجبة الطعام هذه التي تتناولها تمدك بالطاقة التي ستجعلك قادراً على قراءة المزيد لكي تتمكن من حصولك على درجة الدكتوراه بامتياز.
ووفقاً لما سبق ندرك بأنك قادر على تحقيق ما تريد وإن الله يعدك بذلك فقط ما عليك سوى الطلب والاستعداد للاستقبال.
لذا كن مستعداً.