إخدموا غرابتكم
يوصف التفكير بأنه أي عملية تحدث في الدماغ (العقل) تهدف إلى الفهم والاستيعاب وحل المشكلات واتخاذ القرارات والتخيل والانغماس في أحلام اليقظة، وهذا تحديداً نمط التفكير لدى أغلب البشر، فالمعظم يفكر بنفس الأسلوب، يعتمد نفس المعلومات والخبرات، يعيش بنفس الطريقة وبنفس النهج ودون أي تغيير أو تبديل خوفاً من انتقاد الآخرين ومواجهتهم له، وشعوراً منه بأن أي تغير سيحدثه في نمط التفكير أو بطريقة البحث لخلق سائد جديد يعد مسيراً في نفق الوطاويط.
معظم الناس تشابهيين تقليديين ومقتادين، فقدوا القدرة على فك هذا النسيج الفكري الذي تم إحاكته حول عقولهم كشبكة الصيد، أحاط بأدمغتهم لكي لا يتمكنوا من إدراك ما يدور من حولهم، وهذا ما يريده من يوصفون بالكبار العاملين على حشد الناس في المحابس.
عليك أن تعمل لأن تكون متواجداً وحاضراً ولديك السلطة الكاملة على عقلك وروحك وجسدك وعاطفتك، وتفكر بنهج جديد خارج ما تم تحديده لك، فأنت بذلك تدخل ملعب الاستثنائيين لتخوض تجربة التحرر، لتتجرأ على أن تسأل مالم يسأل من قبل، وتبحث فيما هو غريب ومختلف وخرافة، دون خوف أو رهبه بأن يتم وصفك بالغبي والجاهل، وذلك لأنك على يقين بأنك في النهاية ستكون على حق وتجعل من هذه الخرافة سائد جديد، فما هو سائد الآن كان خرافه في الماضي وأسطورة ومحض هراء، أما اليوم فهو سائد ليس بفضل البشر الذين اكتشفوا الحقيقة، وإنما تم ذلك على يد المختلفين الاستثنائيين أمثال ليوناردوا دافينشي وجاليليو جاليلي.
الاستثنائيين هم المختلفون الذين غردوا خارج السرب، وتجاوزوا الجدار الحاجب للحقيقة، عتقاء أسر السائد والشائع، صنعوا ظروفهم بأنفسهم ليصلوا إلى حقيقة جديدة وسائد جديد، لذا كن استثنائياً واخدم غرابتك.