سباق الزمن
أسئلة تتعرض له دائما عند لقاء أحد الأشخاص بعد فترة غياب طويلة، شو أخبارك؟شو في جديد؟ شو في ما في؟ وتجيب أنت نفس الحال الحمد لله، على حطت أيدك.
إذا كان جوابك صادق فلا بأس فأنت أفضل من كثيرين، لكن أنا متأكد إنك قصدت بهذه الإجابة بأن شيئاً جديداً لم يحدث وهذه المصيبة!!
لا يوجد شيء في العالم كله اسمه نفس المكان، فأنت تتواجد في خط زمن وكلاكما يتحرك، تختلف عنه في أن هذا الخط يتحرك باحتمال واحد وأنت بثلاثة احتمالات.
خط الزمن مستمر بالتحرك دون عوده وقراره ليس بيدك، أما أنت فيمكنك أن تختار أن تكون متأخرا عن محيطك بتقاعسك، أو أن تقف في مكانك وهذا لا يعني إنك لا تعمل ولكن تعمل برتم بطيء، أو أن تكون متقدم بالنسبة للواقع من حولك وسابقا لهم بتخطيطك ورتم انجازك الذي يتسم بالسرعة وهذا الاحتمال السامي.
الخيارات الثلاثة بيدك فأنت الوحيد الذي يحدد في اي احتمال تكون، واقعك انت الوحيد المسؤول عنه، لا الظروف ولا مديرك ولا والدك ولا الدولة ولا الحكومة، أنت فقط.
ولكن احذر أن تفهم ذلك بان الاحتمال السامي يدعوك للعيش في المستقبل بفكرك، فهذا مؤكد لا، المقصد أن تستمر في المواكبة أو أن تتفوق سرعة تطورك وانجازك على سرعة انجازات المحيط، فالعالم يتقدم بتسارع مستمر، إن استمريت بنفس السرعة ستجد بأنك أصبحت في الخلف. أي أن العلم كلما تقدم به الزمن، تصبح كمية المعلومات المستحدثة أكبر فأكبر، وأنت إن لم تستحدث إمكانياتك ومعلوماتك وتعزز سجل إنجازاتك بنفس سرعة المحيط أو أكثر فأنت يقينا عفا عليك الزمان، ولكن ما زال لديك بصيص أمل ويمكنك تدارك ذلك بأن تبدأ فورا بعملية التخطيط ودراسة المحيط.
لذا أدعو دائما بأن نجعل جميعا من التخطيط عادة حياتية.